ابــويـــــــــس للخــــــدمـــات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كـــــــــــــــــــــازنتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا الجزءالثاني

اذهب الى الأسفل

كـــــــــــــــــــــازنتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا الجزءالثاني Empty كـــــــــــــــــــــازنتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا الجزءالثاني

مُساهمة من طرف alaa الأحد ديسمبر 06, 2015 6:18 pm

غربت الشمس عن الجزيرة وحل الليل وبدأ الخوف يغزوا قلبيهما للمرة الاولى في حياتهما فأمسكت الواحدة بيد الاخرى واستمرتا بالسير حتى انهكت قواهما وغلبهما النعاس ونامتا تحت احدى الاشجار وفي صباح اليوم التالي شعرتا بالجوع وبدأتا بالبكاء والصراخ لعل هناك من يسمعهما وينقذهما ولكن دون جدوى  فلا احد يسمع ولم يكن امامهما الا البحث عن الطعام والماء بأنفسهما فتسلقتا الاشجار وسبحتا في جداول المياه ومع مرور كل يوم كانتا تبكيان قليلا وتصرخان قليلا وتضحكان وتنامان وتلعبان.. وكل ما مر يوم ابتعدتا اكثر وتاهتا اكثر حتى وصلتا الى منطقة جرداء قاحلة مليئة بالاشواك ومر اسبوع وكانا وزاتا لم تعرفا طعم النوم والراحة وامتلأ جسديهما بالجروح والخدوش من جراء الشوك والبيئة القاسية التي تاهتا بها وكادتا ان تفقدان الامل بالنجاة ..ومن شدة الارهاق نامتا تحت اشعة الشمس تظلل الواحدة الاخرى وتحاول ان تحميها بجسدها من حرارة الشمس الحارقة.
ولم تستيقظا الا على صوت ناعم دافيء ينادي عليهما فوقفتا واخذتا  بالبحث  عن مصدر الصوت ولكن دون جدوى فنظرت الواحدة بعيني الاخرى وقالتا:انه  صوت امنا ..وبدأتا بالصراخ اين انت...اين انت يا امنا..؟
واستمر صراخهما ولكن دون جدوى فلا احد يرد عليهما وبعد ان تعبتا سمعتا الصوت من جديد ينادي (كازانتا اين انت ) فردتا عليها بصوت واحد :نحن هنا يا امي..

فقالت لهما: هل انت جائعة يا كازانتا..؟
فردتا معا: نعم نحن جائعتان..
فقالت لهما: هل انت خائفة يا كازنتا؟
فقالتا معا: نعم نحن خائفتان..!
فقالت : هل انت متعبة يا كازنتا؟
فقالتا معا: نعم نحن متعبتان ..!

فقالت : اذا خلف هذه التله ستجدي يا كازانتا قط ينتظرك اركبي على ظهره وسيعود بك الى القصر وهناك ستجدي كل ما تريدينه.
واختفى الصوت واخذت كا و زا تركضان لتصلا  الى  خلف التلة وعندما وصلتا القط الذي كان حجمه بحجم النمر اقتربتا  منه وسمعتا الصوت من جديد يقول لهما: هذا القط لا يستطيع حمل  الا واحدة  فقط  فلتركبه كازانتا ولتعد الى القصر.
فوقفت كانا وزاتا محتارتان ...لا تدريان ماذا تفعلان فالقط لا يستطيع حمل الا واحدة منهن.
فقالت كانا لزاتا :اذهبي انت ..!
وقالت زاتا لكانا: بل اذهبي انت..!
ولم تستطيع الواحدة ان تقنع الاخرى بالذهاب فتركتا القط واستمرتا في طريقهما في وسط الارض القاحلة وكلما مرت عدة ايام وجدتا نبتة صغيرة تقاسمتاها وعصرتاها لتسقط قطرات الماء من اوراقها وجذعها التي بالكاد كانت تكفي لتبليل شفاههما ..واحيانا كانتا تستخدمانها في تضميد جراهما وبعد مرور تسعة ايام من رؤية القط وصلتا الى جدول ماء كبير ففرحتا وشربتا من الماء واستحمتا وعندما فكرتا في اجتياز الجدول وجدتا ان هذا مستحيل وفي نفس الوقت سمعتا (صوت امهن ينادي عليهن) كازانتا هل تريدي العودة الى البيت .
فقالتا بصوت واحد : نعم نريد..؟
فقال الصوت: اذا ستجدي يا كازانتا بعد مئة متر قارب اركبيه وعودي الى البيت .
فسارتا باتجاه القارب وحينما وصلتاه : وجدتا ان هذا القارب لا يتسع الا لواحدة منهما وسمعتا الصوت من جديد يقول هذا القارب لا يتسع الا لكازانتا فلتركبه ولتعد الى القصر.
فأخذت كل واحدة تقنع الاخرى بأن تركب هي القارب ولكن دون جدوى ..فتركتا القارب وسارتا معا بجانب الجدول في محاولة لاجتيازه.
ومرت ايام واشهر وسنوات وكانا وزانا في تجوال من مكان الى اخر ولم يعد يهمهما العودة الى القصر بقدر ما يهمهما ان يعرفان من هي امهما التي تخاطبهما ليل نهار وهل لها صورة وشكل مثل بقية المخلوقات هل هي الشجر ام التراب ام الماء ام الهواء ام الشمس ام القمر ام النار التي كادت ان تحرقهن.
اما صوت الام الراعي لكازانتا والذي كان يعلمهما ويدلهما على اسرار الطبيعة اللامتناهية كان دائما يقول لهما لكل شيء نصفين فلا تأخذي نصفا وتتركي الاخر ولن تفهمي شيئا الا ان فهمتيه كاملا ..ما ترينه بعيونك هو النصف الاول فابحثي دائما عن النصف الثاني وهكذا مرت سنوات وسنوات وكازانتا تبحثان عن النصف الاخر لكل شيء للماء وللهواء للتراب للنار وتعلمت كازانتا ان الحيوانات التي كادت ان تفترسها في اكثر من مرة هي نفس الحيوانات التي حرستها..وان الافعى التي نشرت السم في جسدها هي الافعى التي قدمت لها الدواء وان الماء الذي ابتلعها وكاد ان يقتلها هو الماء الذي ابقاها حية ومع مرور السنوات تعلمت كازانتا اسرار الطبيعة النصف والنصف الاخر وحينما بلغت "كازانتا" العشرين من عمرها خاطبها صوت امها..للمرة الاولى : يا كانا ويا زاتا ماذا تعلمتا..؟
فنظرت زاتا في وجه كانا بأستغراب وكأنهما تسمعان هذه الاسماء للمرة الاولى فطوال السنوات التي مرت لم تخاطب الام كانا وزاتا الا بأسم واحد لشخص واحد ولم يجبن على السؤال ..فقررت الام سؤالها بنفس الطريقة ولم تحصل على اجابة .
فقالت الام الخفية: ماذا تعلمت يا كازانتا .
فأجابت : تعلمنا كل شيء يا امنا.
فقالت الام : نعم لقد تعلمت الاول والثاني ولكنك لم تتعلمي الثالث.
فقالت كازانتا: وهل هناك ثالث يا امنا ؟
فقالت الام :نعم هناك ثالث فابحثي عنه يا كازانتا وان وجدتيه لن تنتهي كازانتا
واختفى الصوت كعادته واخذت كازانتا تبحثان عن الثالث ولم تمر عدة اشهر حنى اختفت كانا من امام عيني زاتا فجاة وكان الارض انشقت وابتلعتها واخذت زاتا تبحث عن كانا وكانا هي الاخرى تبحث عن زاتا وشعرت كانا بالوحدة والضياع واصابها الحزن وكذلك الامر مع زاتا ...
فسمعت زاتا صوت امها يخاطبها قائلا : ما بك يا كازانتا حزينة اجيبي لما انت صامتة ؟
فقالت زاتا : كيف اجيبك وانا لم اعد موجودة كيف اجيبك وانا لست انا
فضحكت الام وقالت : وما الذي ضاع منك يا كازانتا ؟
فقالت زاتا : لقد ضعت انا ولم اعد موجودة انا لست انا لو كنت شجرة لعرفت اني شجرة ولو كنت ماءا لعرفت اني ماءا ولو كنت هواءا لعرفت اني هواءا ولو كنت هواءا نارا ترابا..لعرفت اني انا ولكني لم اعد انا فاين انا ومن انا ....؟
فقالت الام : انت كازانتا وستبقين كازانتا هيا ابحثي عما تظنينه ضاع وستجدي انه لم يضيع
فقالت زاتا : اين ابحث لقد بحثت كثيرا بحثت مع الشمس والقمر ولم اجد ما ابحث عنه
فقالت الام : اذا  بحثت في كل مكان ولكنك لم تبحثي عن كازانتا في كازانتا هيا اصرخي ونادي على كازانتا وستسمعي صوتها....
واختفى صوت الام الذي كانت تسمعه زاتا وتسمعه كانا في نفس الوقت من حيث هي والواحدة لا ترى الاخرى ولا تعرف اين هي فوقفت كانا وصرخت وكذلك الامر فعلت زاتا ( يا كازانتا اين انت؟) فسمعت صدى صوتها الذي هز الجزيرة : يا كازانتا اين انت ..يا..يا ..كا..كا..زازا نتا
فصرخت كانا وقالت ان كنت انت الصوت فانا الصدى وان كنت الصدى فانا الصوت.
وفي نفس الوقت صرخت زاتا بعد ان سمعت صدى صوتها ان كنت الليل فانا النهاروان كنت النهار فانا الليل.
واستمرت رحلة البحث عن الثالث لسنوات وبلغ عمر كازانتا ثلاثين عام وبعد غياب عشر سنوات لم ترى زاتا كانا..التقيتا في وسط الجزيرة وتعانق جسديهما بعد فراق اما روحهما فلم تكن قد فارقت الواحدة الاخرى للحظة .... ووقفتا بجانب البحيرة العذبة الكبيرة وسمعتا صوت الام يقول لهما : يا كازانتا انظري الى الماء ماذا ترين ....؟
فنظرت زاتا الى الماء ورات وجه كانا ونظرت كانا الى الماء ورات وجه زاتا بالرغم من ان صورة الواحدة تختلف عن الاخرى من حيث الشكل كثيرا وقالتا بصوت واحد:ارى صورة كازانتا يا امنا
فقال صوت الام : اليوم اكتملت النبوءة اليوم ولدت كازانتا نصفها من البشر والنصف الثاني من الجن... مئات السنوات مرت وهم يتسائلون اي رحم هذا الذي سيحملها ..ولم يعلموا ان هذه الارض التي كانت اقرب لهم من اي شيء اخر هي الرحم الذي حمل كازانتا نهايتهم ونهاية الشر في كل جيل. واستمر حديث الام لايام طويلة وكازانتا مصغية ..
وانهت الام حديثها قائلة: اذهبي يا كازانتا وازرعي في كل مكان وفي كل جيل كازانتا الماء والنار ولا تحاربي النار بالنار ولا الماء بالماء وعند كل نهاية اعلمي انك في البداية .. انت مني .. انت مني ... ابدأي .. وغاصت كازانتا في اعماق البحيرة وخرجت من احد الانهار .
كازانتا
وسارت كازانتا الاولى باتجاه الشرق وكازانتا الثانية باتجاه الغرب.  وبعد عام وصلت كازانتا الى مملكة الدب الابيض اقوى ممالك الغرب وحينما دخلتها وتجولت في انحائها وجدت هناك الجوع والقهر والاستعباد للجميع بدون استثناء ووجدت ان النساء هناك عبدات باشكال مختلفة الجميلات منهن والمحظوظات جواري في قصور الملك والامراء والكهنة واصحاب النفوذ بالمملكة ، والاقل حظا يعملن في تربية الحيوانات وفي خدمة المعابد المنتشرة في انحاء المملكة اما البقية ففي خدمة الجند وعامة الناس والعبيد الذكور ولم تكن في المملكة اي فتاة تعرف من هي امها او اختها او من هم اهلها فالكهنة في المملكة كلما ولدت فتاة قاموا باخذها كما هو متبع في ذلك الوقت واعطاءها لامرأة غير المراة التي انجبتها لتربيتها وبهذه الطريقة لم تكن اي فتاة تعرف لها اسما ولم يكن بالمملكة للفتيات اسماء تطلق عليهن واحيانا ينادى على البعض منهن بالقاب ماخوذة نسبة للحيوانات المعروفة في المملكة والفتاة التي تكسب لقبا من احد كبار المملكة تكون مميزة وقد رضي عنها المعبد ويسمح لها بخدمةالدببة.  اما الدببة فكانت تتجول في المملكة بحريتها ولم يكن يسمح لاحد باعتراض طريقها وان توحش دب واعترض احد الذكور فيمكنه الهرب اما ان اعترض احدى الفتيات فيجب ان تسمح له بافتراسها  وان علم المعبد بمقاومتها له يقوم الكهنة بتعليقها على اسوار المعبد .

وهكذا كانت الواحدة تفضل الموت على يد الاله الدب على ان تموت على الأسوار وتدفن في الجبل الأسود . . وعبر السنين تم تعليق ملايين النساء على اسوار المعابد وقتل الدب الالاف منهن  واثناء تجول كازانتا في اسواق المملكة حدث ان هجم دب كبير يبلغ طوله اكثر من مترين علـى موكب ابن الملك الذي كان يتجول في السوق مع مجموعة من الحرس واستطاع الدب ان يقتل عددا كبيرا منهم ليهرب الباقي ويهجم على ابن الملك  الذي لم يستطع الهرب والناس يتفرجون ولا يستطيعون عمل شيء وقبل ان يقترب الدب من ابن الملك قفزت كازانتا بخفة ورشاقة ووقفت بين الدب وابن الملك واخذت تنظر الى الدب بعينيها فتوقف الدب عن الهجوم وركع على الارض تحت اقدام كازانتا فاقتربت منه كازانتا واخذت تداعب بكفها راسه والكل ينظر اليها مرعوباً متفأجا مما يحدث امامه ...ذهب الدب في حال سبيله وعاد ابن الملك الى القصر وانتشر الخبر بسرعة البرق في كل انحاء المملكة وعلم الكهنة بالامر وتحرك جندهم بحثا عن كازانتا ليقتلوها باعتبارها اهانت اله المملكة الدب واحاط المئات من جند الكهنة بكازانتا واقتادوها الى المعبد ليتم تعليقها هناك ولكن الملك الذي عرف بالموضوع ارسل جنده ليحضروا  كازانتا الى القصر وان لا يسمحوا للكهنة بقتلها ..وهكذا التقى بالطريق جند الملك وجيش الكهنة فتقاتلوا فيما بينهم ، فعلم الكهنة ان جيش الملك سيقضي عليهم  ان استمر القتال فوافقوا ان يصحبوها الى القصر ووصلت كازانتا الى القصر بصحبة الحرس والكهنة وحينما دخلوا على الملك ركعوا جميعا الا كازانتا بقيت واقفة فغضب الملك واخذ الكهنة يحرضونه على قتلها فوراً لانها ستجلب الدمار على المملكة فكاد الملك ان يرفع يده ليأمر الجند بقتلها الا ان كازانتا قرأت افكاره بسرعة واستخدمت دهائها وقالت:
عذرا ايها الملك الكبير لو انا فعلت مثلهم لكنت اهنتك وانا لا ارضى لك اهانة.
فسالها الملك: وكيف ذلك...؟!
فقالت: البلاد التي جئت منها فيها خنازير قصار القامة وبالكاد يستطيع الشخص ان يراهم الا اذا ركع وانا لم اكن اريد ان اشبهك بهم ففضلت ان أبقى واقفة.
اعجب الملك بحجتها وطلب من الحرس ان ياخذوها حتى ينظر في امرها ، فاحتج الكهنة وغضبوا وخرجوا من عند الملك واجتمعوا في معبدهم وقرروا فيما بينهم قتل الملك وتنصيب ملك اخر لا يخالف اوامر المعبد وان يجهزوا في نفس الوقت جيشا كبيرا من انصارهم  للتدخل في حالة فشل خطة قتل الملك ومن اجل ان ينفذوا خطتهم كان لا بد لهم ان ياخذوا الاذن من المعبد الكبير الذي يدير كل المعابد في العالم.
وعلمت كازانتا بخطة الكهنة وان الملك هالك فدخلت عليه واخبرته بما يحيكونه ضده..
فغضب الملك منها وقال لها : الكهنة لا يفعلون ذلك فهم الذين نصبوني ملكاً وانا لا اسير الا بمشورتهم.  
فقالت كازانتا ولكنك خالفت لهم امرا والملك الذي يخالف امر المعابد يجب ان يموت هذا هو قانون الكهنة.
 وقال :كيف تثبتين انك صادقة فيما تقولين .
فقالت:في الغد سيرسلون رسولهم الى المعبد الكبير فاقبض على رسولهم وستجد معه الخطة التي اعدوها لقتلك.
فقال الملك: سافعل فان كنت كاذبة ستموتين.
وارسل الملك جنده واغلق الطرق حتى مر رسول الكهنة وقبضوا عليه واحضروه  للملك فوجد معه رسالة مكتوبة بلغة الكهنة ومختومة بختم المعبد.
فاحضر الملك كازانتا وسالها كيف سنعرف مضمون الرسالة وهي مكتوبة بلغة الكهنة فقرأت كازانتا الرسالة للملك فغضب الملك حينما تاكد من غدر الكهنة له ،وقتل رسول الكهنة ، وامر بمهاجمة الكهنة المسؤولين عن هذه المؤامرة .
فاستوقفته كازانتا وقالت له: عفوا ايها الملك فانت لن تستطيع هزيمتهم والشعب سيقف معهم ضدك ولا تنسى انك في حرب مع مملكة الذئاب وحين يعلموا انك في حرب مع الكهنة سينتهزون الفرصة ويهاجموا المملكة ليستولوا عليها.
فاقتنع الملك وقال لكازانتا: لقد صدق الكهنة فانت جلبت معك الخراب والدمار وكان يجب ان اقتلك منذ البداية واوفر على نفسي كل هذا العناء.
فقالت كازانتا:ان كان سينقذك قتلي فلك ذلك ولكنهم يريدون قتل ابنك ايضا.
فقال: اذا ليمت ابني خير لي من ان انال غضب الدب والكهنة.
فقالت كازانتا : انا استطيع ان اساعدك في انقاذ ابنك ورد غضب الكهنة.
فقال: ان استطعت ذلك سالبي لك كل ما تطلبينه.
فقالت:مهما كان ايها الملك.
فقال:نعم مهما كان.
فقالت:اذا اذهب واعتذر لهم وصالحهم وقل لهم انك ستقدمني وابنك الى الدب الاله في الساحة وامام الجميع ليقرر الدب الاله ان كان سيعفي عنا ام لا.
وذهب الملك وفعل ذلك ففرح الكهنة واعدوا الساحة في معبد الدب ليتم تقديم ابن الملك وكازانتا للدب الابيض.
وبعد ايام احتشدت الجماهير حول الساحة في معبد الدب ليروا تقديم القربان الجديدوهذا القربان ليس ككل قربان فهو ابن الملك ...وظهر الدب الابيض الذي نادرا ما يرونه او يسمح لهم برؤيته وكان هذا الدب بحجم ثلاثة افيال كبيرة.
وحينما تم ادخال ابن الملك وكازانتا الى الساحة هتفت الجماهير وصفقت ، وكان ابن الملك وكازانتا  بجانب الدب كالاقزام الصغيرة اقترب الدب الابيض العملاق اله المملكة واخذ يشم بانفه كازانتا وابن الملك....

حدثته  كازانتا بطريقتها فجلس الدب واخذ يهز براسه ويتمايل بجسمه الضخم ويصدر اصواتا غريبة وهي الطريقة التي يتعامل بها الدب حينما يكون سعيدا وراضياًًًًًًًًًًً.
ولم يصدق الكهنة والحشد والملك الذي اشاح بوجهه عن الساحة حتى لا يرى الدب يفترس ابنه وهكذا لم يكن امام الكهنة الا ان يعلنوا ان الدب الابيض الاله قد عفا عنهم وكانت هذه المرة الاولى التي يدخل بها احد ساحة الدب ويخرج حيا ، ففرح الملك كثيراوطلب كازانتا وقال لها: انت يا هذه سامنحك اسما وساجعلك تعيشين في القصر وستكونين اهم نسائي ولن اجعل احدا يلمسك غيري وساجعلك ايضا تحملين ابنا لي .
فقالت كازانتا : عفوا ايها الملك ولكن هناك شيء يجب ان تعرفه اولا ومن ثم قرر انت.
فسال الملك : ما هو هذا الامر.
فقالت : في البلاد التي كنت اعيش فيها اطلقت علي الالهة اسم كازانتا وارسلتني هذه الالهة لانقذ ابنك وقمت بذلك بمساعدة الالهة وبعد ان قدمته انت لالهك الدب سر الهك الدب ووعد انه سيقوي مملكتك وطلب مني ان ابلغك بانه يجب ان ترسل افضل جواري المملكة الى الجبل الاسود ليعبدوه لمدة ثلاثة اعوام وان لم تفعل ذلك فسيغضب منك.
فقال الملك: وكيف تكلمك الالهة وانت انثى.
فردت كازانتا : ايها الملك انا لست انثى وانما الالهة ارادت ان تختبر ايماني وحولوني على شكل انثى وبعد ان انهي عبادتي ساعود رجلا كما كنت.
فرح الملك وقال: لقد علمت من البداية انه لا  يمكن ان تكوني انثى ومن اليوم ساعطيك ما تريدين لتكملي ما طلب الهنا خذي واختاري من تريدين من جواري المملكة واذهبي لعبادة الهنا الدب .
وخرجت كازانتا وبدأت باختيار اذكى وافضل فتيات المملكة وبلغ عددهن تسعة الاف فتاة ومن بينهن خادمات الملك والامراء  والكهنة واصحاب السلطة ولم يكن احد ليعترض حتى لا تغضب الالهة  الدب عليهم.
وقد كان الجبل الأسود من اعلى جبال الغرب واكبرها ويحتاج الشخص الى عدة ايام لتسلقه وكان يقع في المنطقة الفاصلة بين مملكة الدببة  ومملكة الذئاب  ..واعتادت المملكتين على دفن الاموات المغضوب عليهم من الآلهة فيه ولذلك كان الجبل رمزا للشؤوم وكان اسمه يجلب الخوف والرعب الى قلب كل من يسمع به.
وبعد تسعة ايام من مسير كازانتا بصحبة التسعة الاف فتاة الى الجبل الاسود.
وصلت كازانتا مع الفتيات وما يحملنه من المؤن وما تزودت به من الملك وحملته معها من الاف الاشتال من جميع انواع الاشجار وحينما وصلن الجبل وقفت كازانتا امامهن فقامت جميع الفتيات بالركوع وهتفن كلمات تمجيد للدب الابيض فصرخت كازانتا فيهن : قفن على اقدامكن ، ارفعن رؤوسكن.. لن تركع امراة من اليوم لا لدب ولا للكهنة واشارت بيدها الى الدب وقالت هذا الدب رمز عبوديتكن سنحوله من اليوم رمزا لقوتنا وسلاحا ضد اعدائنا سنعلمه سنروضه سنجعل منه صديقا لنا .
وقامت كازانتا ببناء بيت الاخوات الاول وزرعت الجبل والمساحة المحيطة به المزروعة بالاشجار واطلقت على كل فتاة اسما لتعرف به وتنادي به الاخرى وقالت لهن : لا يوجد فتاة تعرف من هي امها ومن هي اختها في هذه المملكة والان فلتوافقن جميعا ان امنا جميعا هي هذه الارض ونحن سنكون حارسات لها وكل فتاة هنا اخت للاخرى ولترفع كل اخت يدها للاعلى ولتلامس بها يد اختها  ومعا سنلامس الغيوم وامضت كازانتا الاعوام الثلاثة مع الفتيات طوال الليل والنهار  يرتحن ساعة واحدة في النهار وبقية الوقت تعلمهن لغة الاخوات وعلوم الحياة بكافة اشكالها وعلمتهن ايضا من ضمن علوم الحياة كيف يخاطبن الدب والحيوانات وكيف يتعاملن معها في كل الحالات.
وبعد مضي الاعوام الثلاثة عادت كازانتا الى الملكة بصحبة 3000 فتاة اختارتهن من التسعة الاف وحينما وصلت المملكة دخلت على الملك وقالت له :
ايها الملك  لقد ارسلني الدب لاقدم لك هذه الهدية وهي 3000  فتاة علمهن الدب كيف يخدمنك ويخدمن امراءك وكهنتك  والدببة في مملكتك.. وقد طلب الدب ان تقوم مجموعة اخرى من الفتيات في هذه المملكة بالذهاب الى الجبل الاسود لعبادة الدب ولكي يتعلمن كيف يخدمن الملك ومن حوله.
وقد طلب مني الأله الدب ان ابلغك بان كل فتاة اختارها الدب لخدمتك او لخدمة كبار القوم "يجب ان لا تركع بل تحييك برفع يدها الى الاعلى وهذا معناه انك اعلى من الجميع .
سر الملك كثيرا واصدر اوامره فوراً بان تكون التحية للنساء برفع اليد الى الاعلى وان اي فتاة تركع لاي كان قد اهانت الملك والاله الدب الابيض، وقام الملك بتوزيع الفتيات على الكهنة والامراء وقادة الجيش واصحاب السلطة وحاول  الكهنة الاعتراض على ما يحدث من  تغيرات والتي تمت بسرعة دون الاخذ برأيهم ولكن لم يستطيعو لان الكل كان مسرور من الطاعة الكبيرة والخدمة التي اخذت توفرها فتيات الجبل الاسود ، ولم يكن احدا ليجرأ ان يخالف اوامر الاله الدب الابيض .
وفيما بعد سال الملك  كازانتا: اراك كما انت فلماذا لم يعيدك الاله الدب الى هيئة رجل .
فقالت:لقد قال لي الدب انه يريد ان يمتحنني اكثر ومن ثم سيمنحني هذا الشرف .
وعادت كازانتا الى الجبل بصحبة عشرة الاف فتاة اخرى وتركت خلفها الثلاثة الاف فتاة يتجسسن على الكهنة والملك والامراء وينقلن اخبارهم اولا باول الى كازانتا في الجبل الاسود ويقمن في نفس الوقت بنشر تعاليم الاخوات وتعليمهن لغتهن وارسال من يجدن انهن صالحات الى الجبل الاسود بالسر دون ان يعرف احد ومن  (بيت الاخوات)  تخرجت  الاف الاخوات بعد ان تعلمن لغة الاخوات وعلوم الحياة وتحول الجبل وما يحيط به الى جنة خضراء بل اصبح اجمل جزء في المملكة.
وفي المملكة وبرغم ما تقوم به فتيات الجبل الاسود من خدمة للكهنة وغيرهم استطعن ان يقلبن حياتهم الى راحة ومتعة لم يعرفوها بالسابق وبرغم السرية العالية واستمرارهن بعبادة الدب امام الجميع وترويضه بالسر الا ان الكهنة لم يستوعبوا التغير الكبير وخاصة ان  الدببة لم تعد تفترس وتقتل مثل السابق وازداد شكهم حينما قدموا احدى الفتيات قربانا للدب ولم يقبلها   وتكررت المسالة اكثر من مرة فبدأوا بمراقبة الاخوات واستطاعوا ان يكتشفو ان علاقة غريبة تربط فتيات الجبل الاسود بعضهن ببعض واكتشفوا ايضا انهن يتكلمن لغة خاصة بهن وقد تعلمن الكتابة وفورا شعر الكهنة بالخطر وارسلوا اشارة للمعبد الكبير ..ومن المعبد الكبير تم اعلام المعبد الرئيسي للبشر  والجان والذي يدير كل المعابد على اختلاف الهتها وعندما وصل الخبر الى المعبد الرئيسي جن جنونهم وعلمو انها كازانتا  صاحبة النبؤة القديمة ..واصدروا اوامرهم لكهنتهم وللمعبد  بان يتخذوا كل الاجراءات بالسر لمهاجمة الجبل الاسود والقضاء على كازانتا ومن معها.
وعندما وصلت الاوامر للمعبد قام بتجهيز اكثر من مئة الف فارس بالسر وعلى راسهم اكثر من الف كاهن بحجة ان هناك جيش سيهاجم المملكة من الشرق ولم يكن احد يعلم ان هذا الجيش سيهاجم الجبل الاسود الا الكهنة.
وصل الخبر الى كازانتا وعلمت بنية الكهنة فقامت فورا بتجهيز الف فتاة من اللآتي قامت هي بتدريبهن وسارت بهن باتجاه احدى بلدات مملكة الذئاب  وفي الليل هاجمت البلدة وقتلت امراء البلدة وجنودها وطردت كل النساء من البلدة واحرقت البلدة على من رفض الخروج منها ..وحرصت كازانتا ان ترفع اعلام جيش الدب الابيض  في الهجوم وقامت بالاتصال بمجموعة من اخواتها في مملكة الذئاب وقمن بنشر اشاعة بان جيش الدب الابيض سيهاجم مملكة الذئاب. ...وعادت كازانتا الى الجبل الاسود وبدءت بتحصينه بمن معها من الاخوات وفي نفس الوقت  طلبت من مجموعة من الاخوات في قصر الملك بقتل ابناء الملك السبعة ووضع جثثهم في المعبد بالاضافة الى قتل عدد من الامراء وطلبت من احد مستشاري الملك والذي يدين لكازانتا والاخوات بأنقاذ  حياته وحياة ابنائه في احدى المرات ،ان يبلغ الملك بان الكهنة قامو بخيانته واتفقوا مع مملكة الذئاب بان يسلموهم الحكم بعد قتلك وقتل ابنائك لم يصدق الملك في بداية الامر وكاد يامر بقتله لولا انه سمع خبر مقتل ابنائه الذي وقع عليه كالصاعقة وما كاد يصحوا من وقع الصدمة حتى سمع بمقتل عدد من مستشاريه وامرائه وعندما سأل الخادمات من قتلوهم وهن من الاخوات واللواتي اخذن بالصراخ والبكاء قلن له انهم اشخاص كانوا يرتدون زي الكهنة  هم الذين قتلوهم وليتأكد الملك من صدقهم وخاصة انه في ثورة غضب امسك باحدى الاخوات وقام بقطع رأسها امام البقية وحذر ان من ستكذب ستلاقي مصيرها فمدت معظم الاخوات رؤوسهن وقلن له اقطع رؤوسنا ان كنا كاذبات فلملم الملك نفسه واستدعى مستشاريه وقادة جنده واعلمهم بالمؤامرة وعلم منهم ان الكهنة اعدوا  جيشا بالسر ولا احد يدري سبب اعداد هذا الجيش او اين توجه فامر الملك باستدعاء كل جيشه من جميع انحاء المملكة ليلحق بجيش الكهنة ويهاجمه والاستعداد للدفاع عن المملكة ان تاكدت الاخبار بان مملكة الذئاب  ستهاجمهم...
كازانتا بعد ان تاكدت ان جيش الكهنة كبير وسيصلها بعد ايام وانها  لن تستطيع رده او الدفاع عن الجبل امامه وانه لو اشتبك جيش الكهنة وجيش الملك فلن يمر اسبوع حتى يكتشفوا الحقيقة ويتصالحوا وهذا يعني انه سيتم قتل كل الاخوات....

 تحركت كازانتا على راس عشرة الاف فتاة بعد ان جعلتهن يرتدين اجمل الملابس والحلي باتجاه مملكة الذئاب وتركت في الجبل عشرة الاف فتاة ليقمن بتحصين الجبل ونشر الاف الدببة التي تم ترويضها في الطريق حول الجبل ليعرقلن كل هجوم وليكسبن اكبر وقت ممكن.
وصلت كازانتا علـى رأس العشرة الاف فتاة الى مملكة الذئاب التي كانت في حالة حرب واعداد جيوش للدفاع عن نفسها من جيش الدب الابيض.
تحايلت كازانتا ودخلت على الملك ولم تركع له وشرحت له الاسباب فاقتنع الملك
وقالت له : ايها الملك العظيم اسمح لي ان اقدم هذه الهدية قبل ان اشرح لك قصتي وقدمت له العشرة الاف فتاة.
سر الملك وخاصة انه لم يتلقى هذا العدد الكبير من الجواري الجميلات مرة واحدة واضافت: ايها الملك انا كنت من امراء مملكة الدب وحينما قلت للكهنة وملك مملكة الدب ان مملكتكم يجب ان يحكمها ملك الذئاب لانه اعظم الملوك والذئب هو الاله الاقوى بالليل قدموني للاله الدب ليقتلني ولكن الاله الدب العادل وافق على رأيي بان الذئب هو الاله الاقوى في الليل واستعد لان يعطيه الطاعة ويسلم المملكة للملك الاعظم ملك الذئاب فقام الكهنة ايها الملك بتحويلي الى انثى كما تراني وقرروا ان يقتلوا كل من سيعبد الذئب  في المملكة وقام بتحويلنا نحن اللذين وافقنا على عبادة الذئب الى نساء وقرروا  قتلنا مع الدببة التي اقرت بعظمة الذئب واعدو  جيشا لمهاجمة مملكتك ومهاجمة من يعبد الذئب وانا جئت ابلغك على لسان إلهي الدب بانه سيقدم لك مملكة الدب كهدية وسيجعل جيوشها تقاتل بعضها البعض وارسل معي الخطة التي ستقوم من خلالها باحتلال مملكة الدب.
فرح الملك واستشار كهنته ومستشاريه ولكن كهنة الذئب الخبثاء قالو للملك اطلب منها ان تقدم لنا دليلا على صدقها فطلب منها الملك الدليل.
فقالت: ايها الملك دع الاله الذئب تحكم علي ان كنت صادقة فهي اعلم منا جميعا واعظم ، قدمني لها فان كنت كاذبة فلتقتلني.
اقتنع الملك والكهنة بما قالته كازانتا واخذوها الى معبد الذئاب وادخلوها الساحة برفقة اكثر من خمسين ذئبا وللولهة الاولى كشرت الذئاب عن انيابها واستعدت لافتراسها ولكن كازانتا استطاعت مخاطبة الذئاب والسيطرة عليها وجعلها تجلس على الارض واخذ كازانتا تقوم بحركات امام الملك والكهنة وكانها تتحاور مع الذئاب وتكلمها وخرجت من معبد الذئاب فاستقبلها الملك  بسرور واجلسها بجانبه بعد ان تاكد بانها لابد ان تكون اميرا ورجلا وبعد ان تاكد من صدقها وبدأ بدراسة الخطة التي وضعتها لمهاجمة مملكة الدب ..امر جيوشه بالاستعداد والانطلاق باتجاه مملكة الدب وفي الجبل الاسود حيث استعدت الاخوات للدفاع عن الجبل وبيت الاخوات من الكهنة وجيشهم وقمن بتحصين الجبل ونشر الدببة حول الجبل وقمن بتنفيذ خطة كازانتا بان تختبئ معظم الاخوات وان لا يظهرن وان ترتدي ثلاثة الاف اخت الازياء واكثرها اغراءا  وان يظهرن امام عيون جيش الكهنة طوال الليل ولا يفصل بينهن وبين جيش الكهنة الا الدببة وبعد ايام وصل جيش الكهنة الجبل الاسود وحاصره من كل الجهات واعطيت الاوامر للجيش بقتل كل من يعيش في الجبل وبعد ان اخذ الجيش قسطا من الراحة وقرر البدء بالهجوم فوجئ بعدد كبير من الدببة تحيط بالجبل وتنتشر بين الاشجار ..احتار الكهنة بما سيفعلونه فان هاجموا الجبل ستهاجمهم الدببة وان قتلوا الدببة فهذا يعني انهم قتلوا الالهة ومرت ثلاثة ايام ولم يعرف الكهنة كيف سيمرون عبر الدببة لاقتحام الجبل ..

وفي اليوم  الرابع قرروا ان يخيفوا الدببة بالنار واذا لزم الامر ان يقتلوها وبرروا ذلك للجنود  ان الدب الابيض الاله الاكبر امرهم بقتلها وفي اليوم الخامس بدءو باقتحام الجبل ومهاجمة الدببة  واستطاعو قتل اكثر من الفي دب وقتل منهم المئات ولم يتوقف القتل الا حين ظهرت الحسناوات باجمل ثيابهن تحمل كل واحدة بين ذراعيها دب صغير لم يبلغ من عمره عدة ايام... منظر الحسناوات المغري وطريقة حملهن للدببة ببراعة والروائح المنبعثة منهن والتي قمن باعددهامن الاعشاب وقمن باحراقها ، حيث ان حرقها يثير الشهوة عند البشر ويسبب حالة هيجان للدببة جعلت الجنود يفقدون صوابهم ولا يفكرون بشيء الا بالحصول على هؤلاء الحسناوات واطفاء نار الشهوة المشتعلة باجسادهم والتي غلبت على نار القتل فبدأوا  يصعدون الجبل ويحاولون تجاوز الدببة ولا يفكرون الا بالحسناوات.
اما الاخوات الحسناوات بعد ان تأكدن من اقتراب الجنود منهن  وضعن الدببة الصغيرة على الارض ليتجه كل دب باتجاه امه وانسحبن  بهدوء الى مركز الجبل،الدببة التي رات الجنود تقترب منها ومن ابنائها اصابهن حالة هيجان للدفاع عن ابنائها ولم يستطع الجنود مقاومة حالة الهيجان القوية التي اصابت الدببة فانسحبوا وهربوا بعد ان جرح منهم وقتل المئات وحل الليل وعاد الجنود مرهقين مرعوبين الى المعسكر ليناموا على ان يتجهوا  في اليوم التالي الى الجبل ويحصلوا على الحسناوات، ناموا تلك الليلة عميقا خاصة انه لا يوجد شيء يقلقهم سوى الدببة.
وما ان انتصف الليل حتى تسلل جيش الاخوات المدرب على القتال ليلا المكون من عدة الاف  الى المعسكر وقمن باختطاف اكثر من ثلاثمائة قائد للجيش وقتلن في طريقهن المئات ومع الفوضى الكبيرة التي خلفها الهجوم المباغت والذي لم يفهم ولم يعرف احد من قام به ومن اين وهل قتل الجنود بعضهم بعض في ظلام الليل فقتل منهم العشرات واصيب المئات ولم يتوقف القتال الا بعد ان بزغت الشمس وتبين لهم انهم يقاتلون بعضهم البعض ولملموا انفسهم وبدء الكهنة  بالبحث بين الجثث لعلهم يجدون جثة غريبة تشير لهم من هو العدو الذي هاجمهم وهل معقول ان الاخوات قادرات على القتال ولكنهم لم يجدو اية جثة.
اما الاخوات في الجبل وبناءا على خطة كازانتا فقد اخذن قتلاهن وجرحاهن من الاخوات قبل الانسحاب وكان قد جرح اكثر من ثلاثمائة اخت وقتل اكثر من سبعين  في هذا الهجوم.
وفي اليوم السادس قرر الكهنة بالرغم من ان جيشهم مرهق ولم ينم طوال الليل قرروا الهجوم لاحتلال الجبل وانهاء هذه المعركة التي اخذت منهم وقتا اكثر مما تستحقه وخاصة انه لا يوجد من يقاتلوه سوى الدببة وبدأ الجيش بصعود الجبل من كل الاتجاهات وتوقفوا فجأة ودب الرعب في قلوبهم حينما رأوى عشرات الكهنة وقادة الجند معلقين على الاشجار وهم احياء وقد فقئت اعينهم ويصرخون من شدة الالم.
الجنود خافوا وبدأوا يتراجعون من هول ما راوا وظنوا ان الالهة الدب تحذرهم وتعاقبهم على قتلهم للدببة اما الكهنة الذين ادركوا ان هذا من عمل الاخوات بذلو جهدهم باقناع الجند ان ما حدث للقادة والكهنة هو من اعمال بنات الجبل  لم يصدق الجند ان تلك الفتيات الجميلات اللواتي تفوح منهن رائحة الجنس قادرات على عمل هذا .
ومر اليوم كله والكهنة يرفعون من معنويات الجند  حتى استطاعوا ان يعيدوا الثقة بين صفوف الجند ويهيؤهم للهجوم الكبير وقرر الكهنة ان يقوم الجند باحراق الغابات المحيطة بالجبل قبل الهجوم حتى تهرب الدببة ليستطيعوا الصعود للجبل ..وفعلا استعد الجيش لاحراق الغابات حتى يتسنى لهم الهجوم عند الصباح ولكن كان جيش ملك الدببة  قد وصل الى موقع الجبل بعد ان مر اسبوع على اعداده  لجيشه واللحاق بجيش الكهنة للانتقام من موت ابنائه وكان جيش الملك يعد اكثر من ثلاثمائة الف مقاتل ولم يكن الملك لينتظر حتى يرتاح جيشه فنار الانتقام تحرقه من الداخل وبدأ الهجوم على جيش الكهنة  الذي اصابته الدهشة والحيرة  والاستغراب فما الذي يدفع الملك وجيشه لشن الحرب عليهم.
قادة الاخوات قمن بالاتصال بكازانتا عن طريقة التخاطر التي علمتهن اياها ...وكازانتا لم تكن تبعد عن مملكة الدببة الا مسافة يومين وهي قادمة على راس جيش الذئبة الضخم فابلغتهن كازانتا ان يحرصن على ان تستمر المعركة بين جيش الكهنة وجيش الملك لعدة ايام حتى تستطيع الوصول مع الجيش واعطتهن الخطة.
درست الاخوات الخطة وبدأن بتنفيذها وكانت المعركة الطاحنة بين جيش الملك وجيش الكهنة قد اسقطت الالاف من القتلى في اليوم الاول وعلم جيش الكهنة ان المعركة ان لم تتوقف فسيهلك جيشهم بالكامل.
الاخوات قمن بسحب الدببة من جزء كبير من الجبل وارسلن للكهنة رسالة تبلغهم بانهن على استعداد للاستسلام لهم ان وافقوا على ان يطلبوا من الالهة ان تسامحهن وتغفر لهن وللبرهان على صدق نواياهن فقد انسحبن من الجزء الغربي للجبل ليقوم الكهنة باحتلاله .. حينما سمع الكهنة برسالة الاخوات وتاكدوا فعلا ان الجزء الغربي من الجبل لا يوجد فيه شيء يعيقهم لاحتلاله فرحوا وشعروا ان هذه الطريقة الوحيدة التي يستطيعوا بها حماية انفسهم من جيش الملك وشكروا الالهة وانسحبوا باتجاه الجبل وهكذا استطاعوا كسب عدة ايام.

وجد الملك صعوبة في القضاء كهنة الدب بعد ان تحصنوا بالجبل واستمرت المعارك لعدة ايام قتل خلالها عشرات الالاف من الفريقين وكلما حاول الكهنة الاتصال بالملك للتفاهم معه وعرض الاستسلام عليه كان جيش الاخوات يهاجم معسكر الملك ليلا ويقتل العشرات منه مما اغضب الملك فرفض اي حديث مع كهنة مملكته.
كازانتا دخلت مع ملك الذئاب وجيشه الى مملكة الدب دون اية مقاومة تذكر وخاصة ان جيوش المملكة تتقاتل مع بعضها البعض بجانب الجبل الاسود فقامت كازانتا باحتلال القصور واقنعت الملك الذئب ان يقتل كل الكهنة لانهم سر قوة مملكة الدب حاول كهنة الذئب ان يعدلوا الملك عن رأيه حتى لا يقتل كهنة الدب لان الكهنة ممنوع عليهم ان يقتلوا بعضهم البعض بناء على اوامر المعبد الرئيسي لكل الكهنة في العالم على اختلاف الهتهم ..وثقة ملك الذئاب بكازانتا وبقدرتها على التنبوء بالمستقبل وخاصة انه تحقق ما وعدت به الملك بدخول مملكة الدب دون ان يقتل له جندي جعله يصغي لها ويقتل كل من وقع بين يديه من كهنة الدب  متجاهلا مشورة كهنته.

"الحرب بين ملك الذئاب وملك الدب "

تحرك جيش الذئاب باتجاه الجبل الاسود لمحاصرة جيش الملك وجيش الكهنة بناء على خطة كازانتا وعندما وصل الجيش على مقربة نصف يوم من الجبل الاسود طلبت كازانتا من الملك ان يبقى جيشه مرتاحا وان يقسمه الى ثلاثة اقسام وان لا يخوض المعركة الاولى الا  قسم واحد وان يتجنب القسمين الاخرين التدخل لحين اللحظة المناسبة التي ستبلغه بها الالهة عن طريق كازانتا.
وهكذا بقي جيش ملك الذئاب مختبئا مكانه لمدة ثلاثة ايام لا يتحرك من مكانه بانتظار اوامر كازانتا وكانت كازانتا على اتصال مع الاخوات بطريقتها وتتطلع على مجريات المعارك جانب الجبل بين جيش الملك وكهنته ...المعارك التي لم تتوقف بين الجيشين لا في الليل ولا  في النهار والتي قضت على اكثر من سبعين الفا من جيش الكهنة وثلاثين الف قتيل من جيش الملك واكثر من ثمانين الف جريح اغلبهم من جيش الملك وخاصة ان جيش الكهنة متحصن بالجبل.
وبعد معارك طاحنة اعلن ما تبقى من جيش الكهنة استسلامه ووافق الملك على استسلامهم وخرج وفد الكهنة الى الملك للاتفاق على الاستسلام وقبل ان يصل الوفد  كان القسم الاول من جيش ملك الذئاب قد بدأ بالهجوم على جيش الملك ودبت الفوضى والذعر في صفوف جيش الملك وبقي القتال لساعة متاخرة من الليل وانفصل الجيشين عن بعضهما لينال كل منهم راحته.

alaa
Admin

المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 15/11/2015

https://abuyaseen.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى